mercredi 9 février 2011

فلسفة: هل صحيح أن العمل أداة تحرر أم أداة استعباد؟


مقدمة
تعتبر الحرية احد القيم السامية التي تسعى الشعوب منذ القدم و على مر التاريخ الى تحقيقها و تجسيدها على أرض الواقع، فهي أمل و طموح جميع المجتمعات و الشعوب ، ما دامت الحرية هي قدرة الانسان على افعل أو الترك دون أي إكراه داخلي أو خارجي، و قد أثارت إشكالية الشغل و علاقته بالحرية جدلا كبيرا وسط الفلاسفة و الباحثين، فمنهم من قال أن الانسان لما يعمل يتحرر و منهم من رأى خلاف ذلك و بين ذلك و ذاك يتبادر في أذهاننا طرح الاشكال التالي الذي هو قيد التحليل: هل صحيح أن العمل أداة تحرر أم أداة استعباد ؟

موقف1
يرى الكثير من الفلاسفة و البحاثين و علماء الاقتصاد أن العمل أداة تحرر و ارتقاء هذا مأكده هيغل في نظريته العبد و السيد حيث يتحول العبد الذي يعمل و يقاوم الطبيعة سيد و السيد يصبح عبدا، كما أن كل الديانات نجدها تقدس العمل مادام هو واجب و شرف و الدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " اليد العليا خير من اليد السفلى"، فالذي يعمل تجده إنسان طموح و كريم و شريف غير إتكالي، كما أن ماركس يدعو إلى العمل و إتحاد العمل في مقولته الشهيرة :"يا عمال العالم اتحدوا" ، لأن العمل سيؤدي الى المعرفة الحتمية الاقتصادية القائمة و التي ما فادها استغلال الانسنان لمجموعة من البشر و الطبقة الكادحة  ستتحرر بالعمل و هذا مأكده في أفكاره و خاصة مبدأ الملكية الجماعية لوسائل النتاج

النقد
حقيقة لا يمكن أن ننكر أن العمل ارتقى بالإنسان إلى مستويات حضارية لكن يبقى العمل ظاهرة سلبية ألحقت الكثير من الأضرار على البشر و جعلتهم كالآلات.

موقف2:
لذلك يؤكد الكثير من الفلاسفة و الباحثين و علماء الاقتصاد على أن الشغل أداة قهر فهو يرمز إلى الذل و المهانة فكان الإغريق ينظرون إليه أنه عقاب من الله و كان يقوم به سوى العبيد، أما المسيحيون فينظرون للعمل أنه شكل من أشكال العقاب و التعذيب نتيجة خطيئة أدم ، أما ماركس أصبح ينظر للعمل أنه استلاب لأن العمل أصبح مثل البضاعة فهو كالآلة و حقوقه مهضومة هذا مأكده في نظرة فائض القيمة، كما أن الباحث تايلر يرى أن العمل أفقد الجانب الروحي للإنسان و هذا من خلال زيارته الميدانية للمؤسسات الاقتصادية و كان يتحدث مع العمال و كلهم يرفضون فكرة العمل .  

النقد
مما لا شك فيه أنه لا يمكن أن ننكر أن العمل قد يكون في بعض الظروف مصدر لشقاء و الذل لكن يبقى العمل خاصية إنسانية ملازمة لسلوك الإنساني و به ارتقى الإنسان من المستوى الحيواني إلى المستوى الحضاري

التركيب
على ضوء التحليل السابق يمكن القول أن إشكالية العمل و الحرية هي إشكالية غير جوهرية بل الإشكال و الطرح الأساسي هو طبيعة النظام الاقتصاد القائد فإذا كان هذا النظام عادل و أخلاقي و إنساني كان العمل مصدر تحرر و تطور على العكس إذا كان النظام استغلالي و فاسد.

الخاتمة:
و ختاما لهذا التحليل يمكن القول أن العمل أداة تحرر و لكن ليس دائما حيث يبقى مرتبط بالطبيعة النظام الاقتصادي وظروف العمل

Aucun commentaire :

Enregistrer un commentaire